انقل لكم خواطر متفرقة
القواعد السنية في بناء السعادة الزوجية
السعادة الزوجية بناء جميل وقصر منيف
تقوم أركانه ويستند بناؤه إلى قواعد مستمدة من الدين الحنيف ،
نوجزها فيما يلي :-
( بركات الطاعة ) :-
أهناك أسعد من المطيع لسيده ومولاه ؟ ! لا .. وألف لا ، فالطاعة مجلبة الرضا ،
والرضا سر السعادة ، فإذا رضي الله عن عبد يسر له أمره وجمع عليه شمله
وملأ صدره طمأنينة وثقة فيما عند الله ، فلا يقلق على الغد القادم
ولا يحزن على الماضي المنصرم ولا يغتم بحاضره .
إن العبد المطيع يسير في رحاب الوهاب وهو يأخذ بالأسباب وقلبه متعلق بربه ،
مطمئن إلى فضله وعدله ، فإذا استحضر الزوجان بركات الطاعة ، وعلما أن لها نوراً
في الوجه وانشراحاً في الصدر ، ومحبة في قلوب الخلق ، وبركة في الرزق والأجل
على السواء حرصا عليها ولم يفرطا فيها ، وبهذا ينالان السعادة من أوسع أبوابها ،
ولله در القائل :
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
: ( الحياة أخذ وعطاء ) :-
هنالك من الأزواج من يرى أن الحياة أخذ فقط ، فهو يعيش ليأخذ كل ماله ،
والويل – كل الويل –
لمن قصر في حقه ، وأما ما لغيره عليه فلا يفكر فيه إلا مع الإلحاح والضغط النفسيين ،
فالزوج الذي لا يرى للزوجة حقاً عليه بينما يرى أن الحق – كل الحق – لهو زوج لا يفهم
طبيعة الحياة ، والزوجة التي لا ترى في زوجها إلا المطعم الكاسي القائم بأعباء الأولاد
كأنه علاف فقط ، زوجة تجهل طبيعة الحياة الزوجية ولا تعرف قدرها ومقدارها .
إن الحياة الزوجية حقوق وواجبات ، فالحق يقابله الواجب ، فمن الظلم أن ترى السعادة
في أخذ حقك ممن لك عليه الحق ، ولا ترى أن سعادة غيرك أيضاً
في أداء الواجب الذي له عليك .
إنها القسمة الضيزى والمعاملة الآثمة والكيل بمكيالين ، إنه التطفيف الذي ذم الله أهله
في قوله تعالى : " ويل للمطففين ، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ،
وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " .
ألا فليتق الله الزوجان ، وليقم كل منهما بحق صاحبه ، وليعلما أن
معادلة السعادة الزوجية
موجزة في تلك العبارة : " أعط لتأخذ " .
إننا لنذهب إلى أبعد من هذا ، فنقرر أن الحياة الزوجية تغمرها السعادة إذا قامت
على أساس
الفضل لا العدل ، وصدق الله : " ولا تنسوا الفضل بينكم " ،
إنها أكبر من أن تكون شركة تجارية ، إنها بيت المسلم وأسرة قوامها المودة والرحمة ،
وليست مجرد حقوق وواجبات .
يتبع _