الاحتراز وسوء الظن
بقلم / د.محمد بن عبدالله الشويعر
دائماً ما تكون الثقة بين الأهل والأقارب هي حزام الأمان لعلاقاتهم ببعضهم،
وإذا انعدمت تلك الثقة فإن تلك العلاقة يشوبها شيء من الجمود والركود.
وكلما تمكنا من ترسيخ الثقة في أنفسنا وفي أقرب الناس لنا،
فإن هذا يُعد نجاحاً كبيراً في حياتنا الأسرية والمهنية.
وسوء الظن في الآخرين خصلة من الخصال المذمومة
التي نهى عنها الإسلام،
إذ يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُواكَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
وإذا استشرى سوء الظن في الفرد فإن هذا يدلل على معاناته من خلل
في سلوكياته، وإصابته بمرض خطير لا بد من معالجته.
وهناك اختلاف كبير بين الاحتراز وسوءالظن،
بيَّنها بن قيم الجوزية في كتابه (الروح)قائلاً:
«إن المحترز يتأهب ويستعد بأخذ
الأسباب التي بها ينجو من المكروه،مثل المسافر فهو يتحرز بجهده
من كل قاطع طريق،
وكل مكان يتوقع منه شراً»،
إذاً الاحترازضروري للإنسان لأخذ الحيطة والحذر من كل مكروه قد يصيبه
سواءكان في السفر أو الحضر.
أماسوء الظن فيقول ابن قيم الجوزية: «
فإن الظن قد يخطئ ويصيب، وهويكون من ظلمة القلب ونوره،
وطهارته ونجاسته، ولهذا أمر الله تعالى باجتناب كثيراً منه،
وأَخبر أن بعضه إثم»،
وقد يصيب الإنسان في ظنه مرات،ولكنه قد يخطئ،
ومن ثم يندم على ظنه السيئ وتقديره الخاطئ.